أنا لست حرة: هل يجب أن تُقيد الحرية؟
هل نحن بالفعل أحرار؟ أيام الثورة كنت صبيًا يافعًا تفتحت عيناي مع أول هتاف نادى بالحرية والعيش والعدالة والكرامة، كنت لا أفقه معاني الكلمات كلها، وبذلت جهدًا لا بأس به من وقتها إلى أن فهمت الأشياء ومغزاها أو بعض من هذا وشيء من ذاك، كلمات الحرية والعدالة، اليمين واليسار، العلمانية والليبرالية والتحفظ، كنت أراها جميعًا بعين سطحية لا تغوص في أغوار غاياتها، ولم أضع أي منها على مقياس أو "مسطرة" إيماني وقناعتي، أو ربما -وكما كانت الثورة السبب في كل شيء- ساعدت الثورة أيضًا في تشكيل هذا الإيمان وهذه القناعات. وبعد أن كنت أظن بأن يجب أن أنادي بالحرية المطلقة فيفعل كل شخص ما يريد في مجتمع حداثي يشغل كل فرد فيه باله بنفسه فقط، مع الوقت، ومع انفلات وثاق الأخلاق والمعايير التي يحددها لنا الغرب وننساق لها ونتعاطف معها بتبعية الذليل، ومع توغل لا مبادئ التحرر الجنسي و "سيحان" النوع الجندري، أصبحت أؤمن أن الحرية المطلقة قد تودي بالصنف البشري إلى هلكة لا مرد منها، فأصبحنا نواجه لا مبادئ تنخر في مبادئ المجتمعات كافة الشرقية منها والغربية، المتحررة والمحافظة. قرأت منذ عدة أيام رواية ...