ثورة !

   الآن شابًا يافعًا يخرج من جلباب أبويه , و الجدار الذي إحتبسا خلفه طوال تلك العقود يتعرضون إلى الظلم و القهر و الإهانة ,ومازالوا مختبئين , غير قادرين على جلب ماهو ضروي فى المنزل بسبب غلو الأسعار , و لكن نحن في فترة إنتقالية فيحب أن نتقشف , ثلاثون سنة فى فترة إنتقالية , نعيش نحن فى الفترة الإنتقالية فقنتقشف نحن , ولكن هم الأسياد فكيف لهم أن يعيشوا حياة المواطنين العاديين أمثالنا , كيف أن يفكر أحد من هؤلاء الرعاع منّا أن يطالب بالمساواة بيننا و بين عظمتهم , لم ولن أقول أنني كنت في يومًا من الأيام أعيش حياة البؤس و الحرمان التى يعيشها الكثير من المصريين , ولكن لم أكن من الذين يصنعون من دمائهم شرابًا و من كرامتهم  مأكلًا و من إهانتهم مغنى ينعش الآذان و يطربها , لم أجعل من أبنائهم عبيدًا و من حريتهم مطمعًأ أنهش فيه كلما أردت , لم أجعل يومًا من صوتهم و آرائهم نباحًا أسكته و أكتمه وقتما أردت أو أجعله آخر صوتًا يخرج منهم ! , لم أكن أكثر من أنسان يشعر و يحس , يرى وطنًا يكاد أن تجده على الخريطة , صنفوه الغرب بالعالم الثالث , اعتلوا من خلفه المناصب و أصبحوا دول , إنسان يرى وطنه لم يراعى حاكمه فيه الله و لم يتقيه , جعل منه الغرب و سيلة لتهدئة الأوضاع أو لتأجيجها , اليوم يخيروننا بين "الخيارو الفقوس" , يرى أن جميع الرجال الذين يعتلون المناصب فى الدولة ماهم إلا "شلة" من العواجيز يأمرون جنودًأ يكادوا يعرفون الفارق بين العصا و الشوم , لينهوا بهم حياة مئات الشباب الذي ينزل إلى المديان ليطالب بحريته , فلماذا مازالوا يدافعون عنهم , لماذا مازالوا يدافعون عن كونهم فراعنة مبتغين , مفسدين في الأرض ييقتلون أبنائنا و يستحيون حرمات بيوتنا , و يقوموا يعذبون المدنيين في معتقلاتهم فقط فى سبيل الإعتراف , أتذكر أنه كان قبل الثورة بسنوات قليلة كنت لم أفهم و لم أعي شيئًا عن شئ فقط القليل , و كنت عندما أشاهد إحدى الأفلام السياسية أو ذات الأغراض و الأهداف السياسية ليأتي المشهد حين يقبض على المتهم أو المعتقل السياسي و يسألونه على الإعتراف فيجب بلا أعلم أو يخبرهم بما يعلمه و عن ما لايعلم لايجيب , فيكون هنا غضب الضابط المسكين الذي لا يبحث عن شئ سوى الحقيقة , و ينتظر من شخص برئ أن يعترف بما لايعرف عنه سوى العنوان ! فكان يغمرني الإستغراب و من هنا إستأت مشاهدة أيً من تلك التحقيقات التي كانت فبل الثورة خلال أي مسلسل أو فيلم لأننى قد علمت النهاية , لن يخرج البرئ إلا وقد إعترف بما لم يفعل , فيتم تكريم الضابط المسئول عن القضية و ترقيته بسبب ذكاؤه الخارق الغير متناهي .

كانت تلك هي حياتنا و نحن من أيّد الإسلام بجند من خير أجناد الأرض , فقد قرأت مسبقًا أنه حينما تم فتح مصر قابل الفتح ترحاب عظيم لم يشهده في إحدى الدول التي تم فتحها , ووصى النبي صلى الله عليه وسلم على أقباط مصر خيرًا , و أنهم فى رباط إلى يوم الحشر , و أن جند مصر و شبابها هم خير أجناد الأرض , و دعمت مصر حملة الفتوحات الإسلامية إلى شمال إفريقيا و الأندلس بـ80,000 مقاتل في سبيل الله و الدعوة , و اليوم و أول أيام رمضان نحن لا نشعر بنكهة رمضان , لا نشعر بأن رمضان شهر الخيرات قد قدُم علينا , فقد أضعنا ديننا , نعم نحن من أضاع ديننا لأننا من تركنا الدين القيوم و ذهبنا وراء الإسففات اللاأخلاقية , و أننا تركنا آيات الله و أحاديث رسوله في تسيير أمور حياتنا , و حتى لم نتصرف مع الحاكم الذي تسبب في قتل أبنائنا و أخواتنا بآيات الله و شرعه , نحن من هملنا الدين و نسيناه حتى إذا أتى إلينا بعد المتعطشين إلى السلطة و خدعنا بحجة الدين , وصدقناه و كان هو نفسه المتسبب في كثير من نصائب البلاد التي لا تحصى ! , إلى ال
جميع إلى جميع من يقدسون الأشخاص إلى جميع من يصنعونه فرعونًا جديد يركعون له و سلمون له رقبتهم , إلى جميع من تراخى و مازال يفرط عن حقوقه و حقوق ذويه , إلى الأم التي مازالت تخاف من أصوات أعيرة  الرصاص في الهواء , إلى الأب الذي يغلق الأبواب و يقيد الإبن من الهتاف بحجة الخوف عليه من الموت , إلى جميع من نسى الشهداء و يجري اليوم وراء مصلحته الشخصية , إلى جميع من أراد عودة المخلوع فقط لأن المعزول كان أسوء , ألا تتعلمون! حينما يموت الشباب هاجرين أبنائهم و أخواتهم و آهاليهم و زوجاتهم وصحبتهم , يجب أن تستحوا و تحفظوا ألسنتكم لأنكم خائفون وجبناء !

إن مات الأب فدا وطنٍ ما أحلى عيش الأيتام !

تابعنى على تويتر : @MustafaShabrawi 

تعليقات

المشاركات الشائعة