هو كده الثورة نجحت ؟

في البداية , وبعد بسم الله الرحمن الرحيم ..

وبعد كل ماحدث من تشتيت و تقسيم و لهوجة في الفترة السابقة ,و إختلاف المسميات و تخلف بعضها , ولكني وكلما ترددت كلمة ثورة يروح ذهني إلى 25 يناير العظيمة , التي لم أشارك بها ولكنها الأصل و الإلهام و وأيًا كان المشاركين فيها .. فلا أحد ينكر فضل شبابها و ثوارها الذين أطاحوا بطاغوت عانى الشعب من طوال الربع قرن الماضي ,و بإحتكاكى مع الشارع قدرت أن أكتب تقريرًا يوضح أراء الشارع المختلفة ..

الأول : نعم للدستور , ومش للازم تقراه عشان تقول نعم  , السيسي هو الأول و الأخير لم يخلق الله مثله و لن يأتى بأحد من بعده أبدًا .
الثاني : نعم للدستور وأنا قرأته كويس , ولاقيت معظمه محترم , و السيسي منقذ مصر بس مش معنى كده انه مخلد .
الثالث : نعم للدستور عشان البلد تستقر و طبعًا مفيش حد في الدنيا زى السيسي
الرابع : نعم للدستور وانا قرأته كويس , لكن السيسي ماهو إلا مجرد أداه الشعب إستخدمها عشان يطيح بنظام فاشل .
الخامس : نعم للدسترو عشان هو معظمه محترم , لكن السيسي شخص زى أى شخص و الشعب دائمًا هو صاحب الفضل .
السادس :لا للدستور عشان هو دستور غير متكامل وفيه مواد قمعية , و السيسي شخص أفاق و بيحب التلميع .
السابع : لا للدستور عشان فيه مواد قمعية و السيسي خائن .
الثامن : لا للدستور ومش لاوم تقرأه عشان تقرر , و الشرعية الشرعية و السيسي خائن و إنقلاب .

وحقيقةً أنا غير قادر على إظهار إنتمائى لأى من تلك الأراء ولكنى مواطن عادى , قبل يناير لم أكن أفقه شئ في السياسة , ومع حلول أيام الثورة العظيمة , تدرجت المفاهيم في أفاقي وبدأت أفهم , من بعد لاشئ .. حتى أطاحت الثورة بنظام مبارك , وكان النصر بارز في قلوب الجميع فبالتالي إنتميت لـ 25 يناير آمن بمطالبها التى مازلنا نطالب بها "عيش - حرية - عدالة إجتماعية -كرامة إنسانية" ولم أتمنى شيئًا حينها سوى أن أرى شباب يناير يحكمون , ليثبتوا قدرتهم في الإدارة و التحكم , و ككل المصريين كنت أثق فى المجلس العسكرى"المشير طنطاوى" , وغمر الفرح قلبي حينما أدى الفنجرى التحية العسكرية لشهداء الثورة , ولكن وبعد قتل المتظاهرين و نعتهم بالبلطجية و تلفيق القضايا لهم و محاكمتهم محاكمات عسكرية و سحل النساء و تعريتهن , بدأت الثقة تزول مع كل تلك الأحداث شيئًا حتى أصبحت لا أثق فيهم مطلقًا ..
و فى نفس الحين و الآن كان الإخوان في مجلس الشعب أغلبية و كانوا مثالًأ رائعًا ومتميز لإبراز المعنى الحقيقي للنفاق و الرياء و اللهث على المناصب , حتى أصبحت لا أثق في كليهما الذقن و البارية , لا تتعجب و لا تلومننى .. هذا شئ غير إرادي فكيف أظلم أو أرى أحدًا يظلم أمام عينى ولا أكره ظالمه ؟ , ومن بداية الثورة كنت أثق في كل شبابها لأنى أرى أنهم الحق و الله أعلم بالحق من عباده , و وثقت فى شخص البرادعي و قرأت أفكاره و أردت أن اكون متناسقًا معها في ظل تخوينه و إتهامه بالعمالة في كل العصور, ومع الإنتخابات الرئاسية و التى صدق البرادعي حين وصفها بالمسرحية , و نفس الناس اللى دلوقتى متعصبة لرأيها ومفكراه الصح هما اللى كانوا عاوزينى أثق في شفيق أو في مرسي ..
ومع أول دعوة للنزول للتظاهر ضد الإخوان من القوى الثورية , نزلت أنا معها وظللت أهتف مع الكثيرين يسقط حكم المرشد , وبعدها فى الثلاثين من يونيو ومن قبلها وأنا أعتبرها تصحيح لمسار الثورة التى سرقها الإخوان بإشراف كلاب العسكر , و كنت أهمش أى تدخل للعسكريين فى الحكم بعد حكم الإخوان , مبرهنًا إنه مستحيل الإخوان بتكتيكهم وتنظيمهم هيجيبوا أى واحد عادى كده يمسكوه وزير دفاع , و اليوم  بعد يونيو , لا أدرى إذا كنا قد قمنا بثورة خلالها أم كنا نلعب , فلم يحد شئ سوى تبديل الأدوار , أصبح السيسى رئيس فعلى ومنصور شرفيًا , و تسلم إعلام الفول زمام التطبيل من إعلام الإخوان , بدأت الحكومة تنفيذ المشروعات التي لاقت إعتراضات الإعلام و الناس أيام حكم الإخوان , ولكن اليوم وسط تهليل و تأييد شعبي و إعلامي , وحينما يأتي الإستفتاء أخذ الإعلام المستقل يوجه الرأي العام و يسيطر على أفكاره بالكلام المايع المطاطي اللى ولا بيودى ولا بيجيب , والشعب دائمًا يصدق ..
هذا الشعب الذي دائمًا ما كانت طيبته هى ميزته , ولكن حينما تتحول الطيبة بالتدريج إلى سذاجة تصبح عيبًا و إثمًا , و اليوم لا ندري هل المؤسسة العسكرية تنأى بنفسها أن تقتحم الحياة السياسية مرة أخرى , أم هذا قولًا باطلًا قد إدعوه على أنفسهم , كي يضبطوا الحبكة الدرامية التي ستأتي بهم على رأس النظام في النهاية , لا تعلم إذا كانت القوات المسلحة وجهاز الشرطة اليوم يواجه حربًا ضد الإرهاب, أو إذا كان الإخوان فترة حكمهم كانوا يواجهون تلك الحرب ضد الإسلام , أم كلا الحربين كانا منهما ضد الشعب .
إن الله كلما ضاقت الدنيا يبعث لنا ما ينجدنا , ولكننا نضيع كل فرصة تمنح لنا بحجة الأمن وإستقرار الوطن , الرحلة البحرية التى لا تواجه فلكها أمواجًا , خالية من الواقعية وقليلة التصديق , يجب أن نعلم بأن الحق لايدرى به سوى الله , وإن الله إذا كان يريد أن يستأثر الحكم للعجزان فقط فكان لم يجعل شئ فى الدنى إسمه شباب , وإذا كان يريد الشباب هم الوحيدون من يملكون العقول و القوة كان أماتهم بعد بدء شيبتهم ..
إن الوطن لا يتطلب مننا خوفا عليه بعمى , فالرجل البصير الفاقد عقله لا يرى و الوطن الملئ بالشباب الجهلة وطن عاجز , وإن الحكم و الملك و البقاء يومئذ لله , وما نحن إلا طلاب في مدرسة الدنى , يكرر الله الأحداث لنا فى الحياة ولكن قليل مننا يتفكرون , وعن نفسي .. لن أفعل مثل هؤلاء الذين يعطلون خلايا مخك و ذهنك , ومن يفكرون لك بدلًا من نفسك , لن أوجهك ولك سأقل لك كلمة كانت أول ما أنزل الله في كتابه : إقــــــرأ . أنت أقوى مادمت تقرأ و أنت الخالد مادمت تفكر .

مصطفى عادل
12/1/2014

تعليقات

المشاركات الشائعة