أرقد فى سلام , أونكل سعد نبيهة !


العيد فرحة أجمل فرحة .. سعدنا بيها بيخليها ذكرى جميلة لبعد العيد ! ...

سنين على بلادى قد مرت ولم نشعر فيها بحلاوة طعم العيد , هل هو لأن لكل سن ظروفه بمعنى : "إنك كنت تنزل مع والدتك أو والدك وتتفرجوا فى محلات اللبس و تجيب هدوم جديدة عشان تعيد بيها وبعد كده تروح تلاقى ابوك جايبلك الكوتشي أو الجزمة ولما  تنزل تلعب مع صحابك فى الشارع ليلة الوقفة وبعد كده تطلع عشان تاكل الكحك و تستحمى وتلبس الترينج الجديد أو الجلابية وتنزل تصلي مع أبوك العيد في المسجد , وإنتوا خارجين تشبط فى البالونة اللى متعلقة على العجلة اللى مليانة بلالين و غزل البنات , وتقعد تلح (تصر) على أبوك لغاية لما يجيبهالك و لما ترجعوا البيت تانى تستنى تحت البيت عشان تتفرج على العجول وهى بتدبح مع صحابك".

من الممكن أن يكون هذا هو السبب , أو يكون السبب هو أن لكل زمن ظروفه ! , أنا لا أملك من العمر مايكفى لكى أروى فرحة العيد التى إعتاد المصريين عليها , ولكن اليوم أنا أشعر بتغيير , تغيير فى المعاملة تغيير فى إستقبال شيئًا إسمه "عيد" , مناسبة من ثلاثة حروف ولكنها حين تحل كانت تكتظ الشوارع بالمسلمين و المسيحيين يحتفلون ويهنئون بعضهم البعض بمناسبة حلول تلك المناسبة , ولكن ما التغير الذى حدث هل تجنب الناس تهنئة بعضهم؟ , هل أصبحت كلمة كل سنة وانت طيب  أو كل عام وانتم بخير كلمة مقذذة تترفع الألسن عن تداولها ؟ , هل أصبحت كلمة عيد سعيد عبارة عن صورة فى تعليق على حائط الفيس بوك ؟ , أنا أتذكر أمي حين تحل الأعياد تخبرني منبهة : إتصل بعماتك واعمامك وخيلانك عيّد عليهم ! , اليوم ... بالكاد أن أتذكر نبرات أصواتهم ! .

ما التغير هذا الذي حدث ؟ , هل لأن هناك أقارب طاعنين فى السن قد رحلوا وتركوا واقعنا المشين , هم نفسهم من كانوا يجمعونا في مكان واحد ويصلون أرحامنا؟ , أم لأن لكل مقام مقال .. وإن لكل زمن ظروفه و طبيعة سيره , أم لأن الدين متروك و الكتاب المقدس مهجور وتكونت بيوت هذا العنكبوت اللعين -الذي يذكرنا كلما نراه بمدى حقارتنا- فوقه , كنا حين يقول أحدا منا للآخر : "تعالى نصلي جماعة فى المسجد!" , فلم يكن يقدر على التفوه بتبريرات أو حجج , أما الآن يقول هذا الآخر إليك : لأ روح إنت. , أو :لأ إستنى وإبقى صليها فى البيت ماحنا كده كده ماصليناش اى حاجة النهارده .

من بين كل تلك الأسئلة هناك إجابة واحدة , ألا وهى الأخيرة .. أنا بعيد عن الدين إذًا فأنا غير مستمتع بحياتى , من الممكن حين يصدمك أحد بتلك الكلمة , يوسوس لك الشيطان لتكابر و تبررماتفعله على أنه الصحيح , ولكن حينما تمر الـ 24 ساعة اليومية فى 5 ساعات .. فهناك شيئًا خطأ , حينما تنام الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل و تستيقظ فى اليوم التالي بعد منتصف النهار بساعتين.. فهناك شيئا خطأ , وعندما تستقيظ لا تقول الحمد لله على إستيقاظك هذا .. إذا فهناك بالتأكيد شيئا خطأ , حينما يتطاير المال من بين يديك وأنت لم تشعر بلذته , وعندما تفتح حاسوبك أكثر ماتفتح المصحف الشريف , وحينما لا تقبل يد أمك وأبوك , وحينما تمر على ناس و لا ترمي سلام , وحينماتسمع الآذان وتكتفى بخفض صوت الأغاني , وحينما تسمع سيرة الرسول ولا تصلِ عليه , وحينما ترى فقير ولا تشكر الله على حالك , وحينما ترى الظلم و تسكت عليه , وحينما ترى الفساد و تتكتم عليه , وحينما تشغل الحياة كل يومك و لايشغل رب الحياة و الممات شيئًا من يومك , فحتمًا هناك شيئًا خطأ !

إسترجعوا ماضيكم المشرف وأتركوا المشين !
إستحمى وإلبس الترينك و إنزل أقعد تحت البيت مع صحابك لغاية الفجر ومن الفجر أقعد فى المسجد وقول التكبيرات لغاية صلاة العيد, بعد كده إطلع ريّح شوية عشان تصحى وتلحق العيد من أوله , وماتنساش تروح لجدو وتيته عشان العدية الناس الكبيرة دى ايدها فرطة, وبعد كده إنزل أخرج مع صحابك , بس ياريت كله بما يرضي الله :) , وكل ده عشان أونكل سعد نبيهة يكون فرحان في العيد !

مصطفى عادل شبراوي
13/10/2013

تعليقات

المشاركات الشائعة