وزارة قال إيه التربية و التعليم !!


عزيزى و عزيزتى طالب وطالبة ثانوي المبجلين أدعوكم زملائى أن تذهبوا يومًا ما إلى المدرسة وأنتم في ميعادكم المضبوط على السابعة و الربع بالدقيقة , لابسين الزى الرسمي للمدرسة ولا تنسوا رابطة العنق أو الجرافات , أيضًا لا تغفلوا عن تحضير جدول حصصكم منتظرين مدرس المادة -التى طالما كرهتموها بسببه- يدخل عليكم ويشرحها بصوت مسموع وعالى ! , وإذا كان بينكم مشاغب فستستمتعون بالتأكيد حينما يقتحكم مدير المدرسة عليكم الفصل ويوبخه ويهدده بالفصل أو غيره من العقوبات ..
أدعوكم أن تحضروا نصف يوم لذيذ مابين المتعة و الإثارة والتشويق مابين الرعب و الخوف و السكينة ,, لذة كلا الجرسين "الفسحة و المرواح" ,و حينما يدخل عليك المشرف بنبأ حصة إحتياطى أو قدوم حصص النشاط أو الألعاب .. وكسرة و ألم سؤالك لزملائك "إنت شفت ميس هيربه في المدرسة" وكلهم يجاوبون بلا ويخرج من بينهم صوت جاوب نعم ..
دعوة إلى إحدى المجالس اللهوية أو إلى هذا النادي الذي يجب أن يعطينا ما نفقده من علم و أدب , ولكن العلم الآن محضرًا فى دفتر المدرس (الذي لا يستحق للقب معلم) , والأدب !! , المهم , أنا لا أفتري ولا أبالغ ولا أطي الموضوع أكبر من حجمه , ولكن تقصير المدرسة ولو كان بسيط "موضوع كبيــر" .

*طابور الصباح
 يبدأ اليوم الدراسي بطابور الصباح الجميل المقصود به تنشيط الطالب بعد قسطًا -من المفترض أيضًا أن يكون طويل- من النوم , مع التمارين التي تعد أربع حركات بين كل واحدة منها أربع تصفيقات باليد , و المدرس في الميك للطلاب "عايز ريجليكم تهز المدرسة" , بعدها الإذاعة التى تبدأ بعض آيات الذكر الحكيم و حكمة اليوم و غيرها , حتى نصل إلى الجزء المهم وإحدى الرسائل الأساسية و المفترضض أن تقوم عليها المدرسة , ألا وهى تحية العلم , حين تحية العلم المفترض : أن يقف الطلاب إنتباه إحترامًا لعلم مصر المرفرف و تقديرًأ للنشيد الوطني , ولكن نوعًأ من الهطل اللا إرادي ينزل على بعض الطلبة , ويظهر هذا في حفظهم المبالغ فيه لكلمات النشيد , حتى يقطع المدرس ترانيم الطلاب للنشيد الوطنى , لماذا؟ لي لأنهم ينطقون كلماتها خطأً , ولكن صوتهم لا يرن المدرسة ولا يهزها كالزلزال !! وعجبي

*الحصص و الفسحة
ينتهي الطابور بجرس الحصة الأولى , يدخل المدرس مرتديًا بذةً رسمية مع نظارته الفخمة وساعته الغالية وفى يده إحدى عظام جسد الغزال و تسمى بالمصرية الخرزانة , التي لا تترك طالبًا إلا وقد ختمت له على يده بختم النسر ! , وتنتهى الحصة و تبدأ واحدة جديدة بمدرسة أنيقة و رائحتها الفائحة , وتدور تلك الدائرة المفرغة حتى يرن جرس الفسحة أو المليطة , أو يسمى في المدارس المشتركة (زى اللى انا فيها) "The friction time" أو فترة الإحتكاك , وبالتأكيد حين يقرأها أحد هؤلاء الطلاب سوف يفهمون بدون توضيح من أحد , بين المقصف أو الكانتين المزدحم وبين دورات المياة و التواليتات :D .

*المرواح
يخرج الطلاب من المدرسة على جرس يشتاقون إليه منذ قدومهم , كل على بيته حتى يحضر نفسه إلى مجوعات و دروس جديدة ولكن خارج المدرسة , لماذا؟ لأن مدرس الفصل لا يشرح أو مدرس غير مؤهل لأن يعلم طالب , أو مدرس يهتم بالمحتوى العلمى عن المحتوى التربوي أو آخر يدرس بطريقة بدائية لا يفهم منها إلا بنو سنه , أو لأن هذه السنة "النقل" أى بها أعمال سنة .. هذا النظام التعليمى العقيم الذي شابه كثيرًأ كتب الطبخ و كيفية عمل المحشي ورق عنب !! , وكيفية "دفس" المعلومات داخل دماغ الطالب المتلفة من التفكير بأمور مراهقة بحتة , وإستعمال "العصاية" لتوصيل المعلومة ليست وليدة اليوم أو ألبارحة ولكنها منذ أفلام الراحل نجيب الريحاني في فيلم غزل البنات مع الراحلة ليلى مراد .
كانوا ولا زالوا يخرجون علينا في تشكيل الحكومات الجديدة , والوزير ذو الوجه البشوش "أوى" , وهو يطمئن الطلاب أن المرحلة القادمة ستشهد الكثير من التطورات فى المنهج التعليمى وهذا كاه للإرتقاء بالنظام العلمى فى مصر , وطبعا كلام ! .
مازالت المدارس المصرية فى إنحراف مستديم عن طريق و تعاليم الرسول و أصحابه , حيث قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:لا تعلموا أبناءكم كما علمكم آباؤكم , فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم" , ولكن لا مستجيب لكلامه ولا لنصائحه .

رسالة للوزير و نائبه و مساعديه و وكلاء المديريات و مدراء المدارس و المراحل و هيئة التدريس بأكملها : إستمروا على حالكم هذا لا تنسوا إنتظار العلاوة و الحوافز , لا تنسوا أن لا تكتبوا شيئًا على السبورة , لا تنسوا ألا تدمروا عقولنا كى نصبح فى النهاية لا شئ, ولكن وهلة ! هل أنتم تريدوننا لا شئ كى نصبح يومًا ما في مقاعدكم تلك ؟ , لا تنسوا أن تضعوا مناهج الحشو في كتب المواد العلمية و الأدبية , لا تنسوا أن تضربوا الطلاب داخل الفصول , لا تنسوا أن تزرعوا في قلوبهم الخوف و العقدة بدلًا من الإرتياح , وفي النهاية لا تنسوا كتابة أرقامكم على يسار السبورة ! جميعكم : كلوا خراء !.

*ملحوظة: الطلبة ليست ملائكة , ولكن شيطنتهم تلك نتيجة تربية إنتقصتها مقوماتكم !

مصطفى شبراوى
2-10-2013

تعليقات

المشاركات الشائعة