الملك المقدس ! - خرفان إيفري وير 2
دعونا نعشق هذا الملك , نعشق كلماته .. نعشق حركات يده , نظرات عينيه ,إيماءات رأسه , تعابيره وجهه , خطوات قدميه .. نظاراته وملابسه و بيادته أو حذائه , لانعشقها فقط بل نقدسها , نعبدها , كلامه الخارج من فمه درر غير قابلة للتأويل و التحريف و السخرية و الإستهزاء , فبالكاد هو الشخص الذي لا ولم ولن يخطأ أبدا , أوامره واجبة التنفيذ , إذا أراد شيئًأ , فيخرج لنا فى إحدى خطاباته التي إزداد عددها مؤخرًا -و التى فاقت بكثير عدد خطابات رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء و زملائه من الوزراء- ليدعو الشعب الكريم للتفضل والنزول فى اليوم المعين للمطالبة بشئٍ معين قد أراده هو , و الشعب المتعاطف الودود ينفذ , لماذا لأن هذا الرجل هو المنقذ هو البطل هو المغوار , فبالتالي إذا إعترضنا على تصرفاته سوف نلقى فى جحيم الهالكين , و إذا كنا متعاونين سنكون من رجال الدولة الشرفاء .
ومازالت وسائل الإعلام (البورنو) تصوره على إنه ملاك قد نزل من عند الرحمن , غير قادر إنت المواطن البسيط على الوصول إلى مرتبته و رفعته , هذا الرجل الذى كاد أن "يفرقع من كتر النفخ" , قلده الشعب بأوسمة الرفعة و الشرف كلها , وبمساعدة الإعلام و الأغاني الحماسية المسفة أملكوه عروش الدنيا بأكملها , يبدأون به جيلًا جديدًا من أجيال الفاشية السياسية الجديدة , نقف أمامه الآن ماسكين الصولجانات الدالة على سلطوية هذا الشخص , مصطلحات جديدة قد خرجت من أفواه بعض الإعلاميين قد ترددت مؤخرًا على ألسنة الكثيرين مثل : الطابور الخامس .. ولكن السؤال هنا إذا كان من يردد هذا الكلام فاهم معناه وما أصل المصطلح وهكذا , من هم الطابور الثاني أو الثالث أو حتى الرابع ؟ من هم الطابور الأول ؟ ..
و الآن بعد ما أنعتّ هذا الشخص المعارض لسياسات الملك المقدس بالطابور الخامس , ما الفرق بيني و بين أحد شباب أو أفراد الجماعة المحظورة و هو يصفنى بلفظ فلول أو علمانى زنديق , كافر, ملحد ,
خارج عن الملة أو أى شئ , في زمن العهد البائد "عيهد الإخوان" كنا نصفهم بالخراف نظرًا لما يرددوه دون فهم و تفكير بل بتنفيذ الأوامر , فكانوا أيضًا مثل الكثيرين الآن يقدسون الحاكم يبررون له , يرفعون اللافتات المدرجة بصوره , يحتشدون بالآلاف تحت عنوان تأييده , عندما يصدر أحد القوانين القمعية أو يصدق عليها , نخلق له التبريرات و الحجج كي لايقال أنه على خطأ , فهو دائمًا على صواب ! , حينما نرى من يعارضه نسبه و نشتمه دون تفكير لمجرد أنه مختلف معنا في الرأي ..
على كلا الصنفين .. على جميع الأنواع .. على جميع المغفلين , على جميع المنحنين , على جميع من يؤيدون , على كل من يقمع أو ياسعد على القمع أو يبرره , على الظالم و الطاغي و المتسلط , على الساكت عن الحق و المقيد للحرية .. الثورة مستمرة
الخرفان مش إخوان بس , الخرفان منهم ثوار ومنهم كنبة و منهم فلول ومنهم بتوع السيسي .
مصطفى عادل
18/10/2013

تعليقات
إرسال تعليق