مراته حبلى بنجم واحد تانى غيره
تمر الأيام و السنين على الدولة العتيقة ومازال الغبار على سطحها رافض أن يزول , فمصر دولة قديمة ولكل دولة حضارة ولكل حضارة تقاليدها و قيمها التى قد يكون البعض مازال متمسك بجزءٍ منها , وبالتالى تميز الرجل المصري بعاداته التي وللأسف قد تخلى عن بعضها, ولكن من المؤكد أنه مازال غيور على حرمته و عرضه , وقد تفاجئنا فى الأسابيع الفائته بإحدى المقالات المكتوبة فى إحدى الجرائد اليومية لأحد الصحفيين أو الكتاب بعنوان "نساؤنا حبلى بنجمك" , وفى وقتٍ سابق حينما دعى السيسي للتفويض فى 26 يوليه الماضي خرجت علينا إحدى الفتايات بمقال بعنوان "إنت تغمز بس" ربما يكون العنوان أقل عهرًا من المضمون , وكلتا المقالتين قد كتبا تمجيدًا وتقديسًا فى شخص الفريق السيسي , الفريق السيسي الذي من المفترض أنه لم ينفذ إلا واجبه ولو كان مانفذوش كان زمانه يبقى خائن للشعب وللوطن , وبهذا المنظر السخيف و السمج والذى فاق كل حدود التأليه مش هنخلص لما كل واحد يعمل حاجة حلوة فى البلد, وقد بيّنت الأيام أن ثقة هذا الشعب بنفسه تزيد بالسالب وتنقص بالموجب مع مرور الوقت والأيام , فحينما يقوم الشعب بالنزول فى الشوارع بالملايين لخلع رئيس ما , يتم نسب المجد و الثورة لشخص لم يشارك فيها إلا بالختام , وسنظل مستمرين على هذا النهج والمنوال مادامت العقول ليست ملكًا لأصحابها , بل للشاشات و صفحات الجرائد .
وإذا حاولت توضيح الفارق مابين المواطن فى أى دولة متقدة مقارنة بأى مواطن مصري , سوف تلاحظ أن الشعب الآن لم يعد يفكر , قد أنهكت كل مراكز عقله العصبية و الفكرية وبالكاد قد قتل الإبداع بداخله منذ ماكان شابًا , فقد ألهته الدولة عن العلم والدراسة فى كيف يكوّن نفسه ليعمل , وليس الغرض من العمل هنا الإتقان بل هى مجرد "شغلانة بتجيب فلوس" , ليدخل على بيت أهل زوجته المستقبلية وهو يملك المال و المسكن و "العفش" و المهر و الشبكة , وفى النهاية يخرج هذا المواطن لنا ويكتب لنا مقالا بعنوان "نساؤنا حبلى بنجمك" .
وأضحى الشعب شبه معدم المشاعر كما هو معدم التفكير , فيجلس يشاهد التلفاز ويرى فى الخبر العاجل : هناك إثنان من القتلى و عشرات المصابين , فيحزن ! , وحينما يبحث عن سبب قتلهما ويعرف أنهم من الطرف المعادى لفكره , فلا يبالي ! و العكس بالتأكيد صحيح .. لم تعد تفرق مع الكثيرين فى وقتنا الحاضر أن هناك دماء , وقد يثمنون الطوب و الرمل فى أحيانٍ كثيرة عن الأرواح , أدافع بعمى عن قتلى فريقى وأنعتهم بالشهداء , وإذا وجد بالجانب الآخر فهم معادون للوطن و ينعتان بإحدى الإسمين إما "الإرهاب" أو "الإنقلاب" , و إذا جلس إثنين أمام بعضهما ,كل شخص لديه فكرة مختلفة , فلا تنتظر من هذا الحديث منفعة أو جدوى , فهوى جدال عبثي سخيق , لن يخرج فيه أحدهما مقتنع بما يقوله الآخر أو حتى بجزء منه , لماذا؟ لأن كليهما بلا مبدأ , وكلتا الأفكار ليست من بعث أدمغتهم ولكن كلٍ منهما لديه مصادره و وسائله الإجتماعية !
سيستمر هذا العبث مادام هناك جهل و ومادامت العقول عفنة , ومادام القلوب ميتة , مادامت العيون لا تروق إلا على النساء , مادامت الشهوات أبقى من الأرواح , مادامت السلوكيات مجرد درس فى مادة الفلسفة !
وإذا حاولت توضيح الفارق مابين المواطن فى أى دولة متقدة مقارنة بأى مواطن مصري , سوف تلاحظ أن الشعب الآن لم يعد يفكر , قد أنهكت كل مراكز عقله العصبية و الفكرية وبالكاد قد قتل الإبداع بداخله منذ ماكان شابًا , فقد ألهته الدولة عن العلم والدراسة فى كيف يكوّن نفسه ليعمل , وليس الغرض من العمل هنا الإتقان بل هى مجرد "شغلانة بتجيب فلوس" , ليدخل على بيت أهل زوجته المستقبلية وهو يملك المال و المسكن و "العفش" و المهر و الشبكة , وفى النهاية يخرج هذا المواطن لنا ويكتب لنا مقالا بعنوان "نساؤنا حبلى بنجمك" .
وأضحى الشعب شبه معدم المشاعر كما هو معدم التفكير , فيجلس يشاهد التلفاز ويرى فى الخبر العاجل : هناك إثنان من القتلى و عشرات المصابين , فيحزن ! , وحينما يبحث عن سبب قتلهما ويعرف أنهم من الطرف المعادى لفكره , فلا يبالي ! و العكس بالتأكيد صحيح .. لم تعد تفرق مع الكثيرين فى وقتنا الحاضر أن هناك دماء , وقد يثمنون الطوب و الرمل فى أحيانٍ كثيرة عن الأرواح , أدافع بعمى عن قتلى فريقى وأنعتهم بالشهداء , وإذا وجد بالجانب الآخر فهم معادون للوطن و ينعتان بإحدى الإسمين إما "الإرهاب" أو "الإنقلاب" , و إذا جلس إثنين أمام بعضهما ,كل شخص لديه فكرة مختلفة , فلا تنتظر من هذا الحديث منفعة أو جدوى , فهوى جدال عبثي سخيق , لن يخرج فيه أحدهما مقتنع بما يقوله الآخر أو حتى بجزء منه , لماذا؟ لأن كليهما بلا مبدأ , وكلتا الأفكار ليست من بعث أدمغتهم ولكن كلٍ منهما لديه مصادره و وسائله الإجتماعية !
سيستمر هذا العبث مادام هناك جهل و ومادامت العقول عفنة , ومادام القلوب ميتة , مادامت العيون لا تروق إلا على النساء , مادامت الشهوات أبقى من الأرواح , مادامت السلوكيات مجرد درس فى مادة الفلسفة !
مصطفى عادل
20/11/2013
تعليقات
إرسال تعليق