حكومة الثورة أم حكومة الإنقلاب !

ماذا بعد 30 ينويو ؟
ماذا بعد تمجيد السيسي ؟
ماذا بعد فرض حظر التجوال و قانون الطوارئ ؟
ماذا بعد التفويض ؟
ماذا بعد حرب مصر على الإرهاب ؟ ومتى ستنتهى تلك الحرب ؟

بعد 30 يونيو العظيم , تم تعيين الببلاوى رئيسًا للوزراء و قد كُلِف بتسليم الحقائب الوزارية لمن يناسب كل منها ؟ وكانت حكومة فى بداياتها مبشرة بالخير , ولكن إذ بهذه الحكومة مخالفة للعديد من التوقعات أضحت "فشنك" , لم نستفد منها إلا بوزراء قلة من بينهم درية شرف الدين وزيرة الإعلام , ولكن حينما تتأمل هذا التشكيل الوزارى الذي يضم أسماءً لها ثقلها فى النشاط الثوري أمثال "كمال أبوعيطة , أحمد البرعي وزير التضامن ومنير فخرى عبدالنور وزير الصناعة وحسام عيسى وزير التعليم العالى , وقرأ مقالاتهم عن كيفية تطوير كذا وكذا , وإمكانية تحديث كذا وكذا ...إلخ , تصدم ..

هل تلك النخبة لا تستطيع فعل شئ غير الكلام أمام كاميرات التلفزيون والهتاف و زيادة الحماس الثورى فقط ؟! , أم إن بداخل كل منهم هذه الروح التى تدفعه دائمًا لتحقيق أفكاره ولكن هناك معوقات الخوف و الرهبة من رد فعل الشارع ؟ , أم إن هناك خطوط حمراء محددة تلتف حول كل من تلك المناصب لا تسمح لهم بالعمل الجاد بحثًا عن التطور ؟! , كل هذه التوقعات محض أفكار وغير مؤكدة ولكن من الأفكار التي تطبقها جميع الحكومات القمعية الفاشلة هى إن "الكرسي بيغيّر" .

 إن الله سبحانه و تعالى لم يخلق هذا الإنسان عبثًا , بل خلقه ليكن خليفة له فى الأرض , يعمرها , يجعلها فسيحة له و لغيره , ولم ينزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه و سلم الفرقان هراء ! بل كان له فى كل حرف قاله فى هذا الكتاب المقدس عظة وحكمة ! , فلم يفلت الله كبيرة أو صغيرة إلا وقد ذكر عليها مثالًا ليتعلم منه الناس فى حياتهم مابقى فيها من عمر .. , وقد ذكر الله جلّ وعلا فى كتابه فى سورة يوسف : "وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ * قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ" , قيل هذا الكلام فى قصر ملك مصر حين تم تنصيب يوسف الصديق أمينًا على خزائن مصر , فحينما طلب سيدنا يوسف من الملك أن يوليه نعَت نفسه بـالـ "حفيظ العليم" , حيث قدم الأمانة بقوله "حفيظ" , ثم تلاها بالعلم , فكان يوسف عليه السلام يعرف جيدًأ قدر نفسه , فتحمل مسئولية على عاتقه , لولاه لضاعت كما هى فيه الآن , لا أحد منهم يستطيع قول : أنا فاشل ! , لا أحد منهم يستطيع أن يقول : آسف , أنا لا أستطيع أتحمل عبء تلك المسئولية ! , بل الكل يخاطر , الكل يجازف بحيوات المصريين , وقد بيّن لنا الله الأمور التى يجب أن يتوافرها فى الوزير أو المسئول , ألا وهى الأمانة و العلم بالشئ! , ولكن آيات القرءان الكريم لا تتلى فى بيوت الحكم !

يمر الوقت , ثم يطول الوقت أكثر فأكثر , ثم تخرج علينا الحكومة بقانون قمعى معين , ثم يتم إشعال قضية أخرى ربما تكون تافهة لننشغل بها و ننسى هذا القانون , مثل قانون التظاهر , و أمس قانون مكافحة الإرهاب , و التى صادف إصداره يوم محاكمة المعزول , لنعود مرة أخرى لتلك اللعبة السخيفة , "بص العصفورة" ..


مع كل هذه الأحداث الغامضة , مع كل هذه الصور و اللافتات المتخلفة التى ترفع , مع كل هذا القمع , مع كل هذا التخوين , مع كل هذا الإرهاب النفسي و الجسماني , غالبًا سننزل إلى الشارع مجددًا , نعتصم فى الأماكن التى سيمنع قانون التظاهر الإعتصام بها! , مثلما تمردنا من قبل مرتين , مابالك بالثالثة ؟ , نحن كثيرًا ما إعتصمنا .. كثيرًا مانزلنا , وأبدًأ ما يئسنا .. سنظل مستمرين, الثورة مستمرة!
مصطفى عادل
6/11/2013

تعليقات

المشاركات الشائعة