لها ليالٍ طويلة تجلس منفردة على سريرها ، ذراعيها على حافة الشباك المطل على السماء الليلية وقد وضعت عليهما رأسها ... تحدق إلي البدر و تطيل فيه النظر ، النجوم تتلألأ من حوله وكأنه العرش وسط ملائكة تطوف وتلمع ، بريقها يثلج القلب ويؤنس وحشة الليل..هي لا تجيد القصص و الحكايا ،، لا تجيد وصف يومها ، وصف أحداثه ، لا تتقن فن وصف مشاعرها المكنونة في ثنايا نفسها .. لاتعرف كيف تهرع إلى صديقاتها تخبرهن كيف دار الحديث بينها وبين أحدهم الذي يتمناه قلبها ، كانت فقط لاتجيد هذا..ولكنها أجادته مع القمر .. ليس بالمعنى الساذج أنها كانت تحدق إلى القمر ليلا لتخاطبه وتخبره بما يدور في خلدها وترسل معه رسائل لهذا الذي تحبه ،، ولكن كانت تتابعه وحسب ، فلا تدري كيف تنغمر الأسرار من قلبها إليه بتلك الأريحية و اليسر .. فتعود لها روحها كما كانت معافية،، فتغلق شراعي شباكها ، وتضع رأسها على مخدعه و إذ بها تعود إلى وجلها ، فتسلم إلى النوم ، فتنام ..هذا دأبها ، لم تدري بعد كيف تصادق الناس ، لاشك في أنها كانت تحب معرفة أصحاب جدد و شخصيات مختلفة ، ولكن أن تصادق أحدهم وتصدقه وتأتمنه على مافي قلبها ،وتبوح له بعاداتها الساذجة و أسرارها الدفينة ولونها المفضل ، ونوع الموسيقى الذي تألفه ، وكيف تحب أن تشرب الشاي .. تعطي له المفتاح الذي يلج به إلي روحها ونفسها ، المجهر الذي يرى به عقلها ، وجهات نظرها في أساليب العيش و هدفها من الحياة ..كانت تعرف إجابات كل تلك الأسئلة ، أعدتهم في ذهنها منذ أمد ليس ببعيد ، تتنظر القدر الذي يصل بينها وبين من تشدو .. ولكنها لم تعثر عليه بعداستيقظت من نومها ، لتبدأ يوم مابين آفواه صديقاتها اللائي لا يتوقفن عن حكايات غرامهن وقضايا علاقاتهن الساذجة ، تسمع .. تومئ بالتفهم ..ترد، ولكن لا تحكي ..
تعليقات
إرسال تعليق