٢٠١٥ ذهب ولم يعد ..





لو فضلت أحكي وأكتب أد إيه السنة دي كانت صعبة وجميلة و وحشة .. واكتر سنة متناقضة عشتها في حياتي .. كانت طويلة و دسمة .. لدرجة غريبة .. احداثها عمري ماقدر انساها .. افراحها والامها وانجازاتها .. كل حاجة حققتها وفشلت اني اكمل فيها .. كل حد جديد عرفته وكل واحد او حاجة خسرتها .. كل التجارب اللي ماعدتش عليا في سنين عمري القليلة عشان تتجمع وتقابلني بس في السنة دي .. كل المشاعر و الاحسايس بالفرح والحزن و السرور والكآبة .. كل سجدة شكر .. وكل سجدة توبة .. وكل معصية .. كل الحاجات اللر عملتها و ندمت عليها .. الحاجات اللي لسه بعملها .. الحاجات اللي اتمني ترجع تاني ولو ليوم .. والحاجات اللي نفسي ماعدتش ترجع طول العمر .. كل الاماكن الجديدة و المميزة و الغريبة اللي روحتهاا .. كل الافكار اللي اتفاعلت معاها افكاري .. وكل الافكار اللي دماغي لفظتها .. كل الاشخاص اللي حبتهم من قلبي بجد .. واضايقت منهم لما قصروا بجد .. كل الناس اللي حبيتها وخسرتها .. كل شخص خسرته وقلتله سبب تاني غير السبب الحقيقي اللي انا سبته بسببه عشان مزودش الجرح عليه .. كل صرخة صرختها من جوايا وانا محروق دمي .. كل دمعة خوف نزلت من عيني على حاجة .. ،كل دمعة فرح تقدر تقول  تغنيني عن عمري كله .. السنة دي مفيش حاجة كان ممكن اعملها وماعملتهاش .. سنة مليانة كبت و خنقة وضيقة وقت وضغط اعصاب .. وخوف من المستقبل و overthinking .. فيها الثانوية العامة .. اللي فعلا مش عارف اكرهها ولا احبها .. اكرهها لانها منعتني من اني اعيش ١٠ شهور من حياتي .. وحجزتني مابين كتب و ورق وملخصات .. اصحي من ٨ الصبح واكفي وشي على الكتاب واكل و انزل دروس وارجع اذاكر وانام و هكذا .. عشان كلام المدرسين اللي كان ساعات بيمنعمني من النوم بسبب التفكير وانه ازاي كلها كام شهر وهقعد ادام لجنة امتحان .. طب تخيل كده وانت خارج من الامتحان وكله تمام لاقيت صحابك وبتقول انا مش هراجع مع حد .. فتلاقي واحد بيسأل التاني عن اجابة السؤال التاني .. فيقوله اجابة غير اللي انت حاللها و الاول يقول اجابة مختلفة عنكوا انتوا الاتنين .. وانت قلبك بقى في رجلك لا خلاص في درجة سؤال انت مش عارف هي ليك ولا لا ... وانت بتفكر في التصحيح و المصحيين الاوساخ .. و انت بتفكر في يوم النتيجة .. وازاي هتفتح النتيجة و ابوك وامك جنبك .. مستنيين رقم واحد بس يطلع يا اما يرفع راسهم ويسند ضهرهم .. يا اما يقفل وراه ١٠٠ باب امل و يحطم بعده ١٠٠٠ حلم كان متعلق ع الرقم ده .. كنت بخاف اني اخرج من الامتحان افتكر اني نسيت السؤال الفولاني .. مش حاجة سهلة ،، ماحدش هيحس بيها غير اللي بدأ من أول يوم حاطت هدف و تعب واجتهد فعلا .. كنت اخاف ان تعبي و تعب اهلي يروح ع الفاضي .. وده سبب كافي و زيادة اني اكره السنة .. بس في جانب اخر من الكوكب .. انا السنة دي اتعرفت علي ناس قلت لنفسي ياريتني عرفتهم من زمان .. و اتوثقت علاقتي بناس .. و المواقف و الاحداث بينت مين كان معايا و فضل وهيفضل معايا .. عرفت مين احسن صاحب ومين اخبث .. قرات الناس ونفوسهم واراواحهم .. كنت بعمل اختبارات لنفسي عشان اعرف هعمل فيه ايه .. ،كنت بعمل اختبارات او قول بختلق مواقف عشان اشوف الناس هيتصرفوا معايا ازاي .. كنت بخاف احسن حد يخل بصداقته .. في السنة دي قرات اكتر عن الصوفية و التصوف و اعلامهم وحضرت حضرات ومجالس ذكر .. اسمع اغاني واناشيد صوفية .. شعر عباسي لابن الفارض وابن عربي و بن الرومي .. ذاب قلبي و لان مع قواعد العشق .. قرأتها بكلي .. تمنيت لو أجد شمسًا يدلني .. وكدت القاه حتى وجدته اكثر تعثرًا مني .. و التزمت بورد للذكر كل يوم .. و فكرت في الموضوع روحانيا و شرعيا .. لاقيت ان وجوده مثل عدمه .. فإذا التزمت بالذكر .. يغنيك كلًا عن مافي المجالس و الحضرات .. ولكني حضرت مجالس ذكر من غير ماحد يعرف حتى اقرب الاقربين لمدة طويلة حوالي ٥ شهور .. وكانت المرحلة دي من اكتر المراحل اللي غيرت و وجهت تفكيري ونظمته .. وبقى اكثر عمقا وموضوعية ... 
رمضان جه .. وكنت فعلا منتظره .. لانه كان مختلف .. قضيت حوالي ١٠ ايام منه في امتحانات .. بروح الامتحانات صايم .. وكان مثلا عندنا في اخر ايام الامتحانات امتحان الاحياء .. فباستثناء اليوم ده انا الحدلله صمت شهر رمضان كاملا ،، ماكنتش بلحق انزل في العشرة الاوائل للمسجد اصلي التراويح .. كنت باستغفر واشتغل وخلاص .. لكن عوضت الحمدلله في الاواخر .. وكان يوم ٢٧ رمضان تقريبا هو يوم ظهور النتيجة .. لسه فاكر وانا راجع انا واخواتي من التهجد ليلتها وبقولهماني ان شاء الله هجيب ٩٧.٥٪ .. ده كان حسابي لاخطائي .. تقريبا اليوم ده نمت نوم متقطع واللاب جنبي وكل شوية اعمل ريفريش عشان اشوفها ظهرت ولا لا .. وفضلت اكتر من ٧ ساعات اعمل ريفريش لحد ماحرب الاعصاب انتهت مع اخر ريفريش اعمله والفطار بيتحط ع السفرة والاذان بيأذن .. الموقع هنج والسيرفر تقيل .. وكل لما ادخل يخرجني .. لحد ماقرات ٣٩٨ .. ماكنتش مصدق عيني .. جسمي كله كان بيترعش وايديا ماكانش فيها اعصاب وانا بفتح الالة الحاسبة عشان اتاكد ان دي ٩٧٪ .. اليوم كان عالمي .. كان تاريخي .. ماعداش مرور الكرام .. فرحت بفرحة الناس ليا .. وامي وابويا كانوا بيعملوا عمرة لما قلت لامي صرخت مالفرحة وفرجت الناس عليهم .. ودلوقت دخلت كلية الطب اينعم خاص .. بس مايضرش .. الحمدلله .. مع الوقت جبنا عربية وبقيت بستعملها .. و الحياة زهرت الحمدلله .. بس خايف .. اينعم ان انا مش من طبعي اني ابص لحاجة غير الشئ اللي بمتلكه حاليا .. وحتى لو كان وحش الحمدلله مع الوقت اعودت على راي (اليف شافاق) اني اتقبل الوردة و الشوك معا .. بس برده لسه خايف .. الرضا و هذا الوجة المبتسم السعيد من الدنيا .. اللي اصطحب علي بيتنا خير جم الحمدلله .. خايف من دورة الايام وييجي اليوم اللي هتتوازن فيها العطايا مع المحن .. وخايف من ان المحنة تكون صعبة اصعب من اني استوعبها او اتعامل معاها .. ربنا يجرني شر قد يقع بي او بأحد من أهلي ... بس على وجه العموم .. انا فخور بالسنة دي .. وانها غيرتني بجد .. وكونت رأيي وشخصيتي بجد .. وخلت فيه ناس معايا تشاركني التغيير ده .. وللاسف اني مش حاسس بتغيير من اول مادخلت الكلية اد التغيير و النضج اللي حصلي في ايام الثانوية العامة (ادينا اتلاقينالها ميزة) .. ربنا يديم عليا نعمه .. ويخفف عني محنه .. و لا يكلف نفسي أكثر من وسعها .. آمين ...
و دمتم !✋🏻


تعليقات

المشاركات الشائعة