تحيا يناير




">حقيقةً لقد أُنهكت بكاءًا ونحيبًا على أطلال هذه الثورة، هذا النحيب يفقد هذه الثورة المعنى السامي الذي بدأت لأجله.
يادى الميدان اللى حضن الذكرى وسهرها
يادى الميدان اللى فتن الخلق وسحرها
يادى الميدان اللى غاب اسمه كتير عنه وصبرها
ما بين عباد عاشقة وعباد كتير كارهة ~ الأبنودي

لي فيما يقارب الثلاث سنوات لم أكتب ولم أتحدث فيهم عن الثورة، لم أبحث كدأبي في السياسة رغبة فالتعلم والفهم، حالي كحال جيل الثوار أغلبه.

هذه الثورة إن لم تقم لشئ سوى أنها جعلتني وكل من هم على شاكلتي يقرأون ويبحثون، والله فقدت نجحت.
والله ما ألم نبت عن هذه الثورة إلا ألم فراق الرفاق والأهل إما حلف الجدران أو تحت التراب، إنما ما أنبتت الثورة إلا أملًا في قلوب المهمشين والخائفين.
أتذكر جيدًا كيف كنا نصرخ بفخر ونضرب بأرجلنا أرضًا ونحن نهتف "إحنا شباب خمسة وعشرين"، وكأننا نسمع الطير في عنانه والنمل في جحوره، والرجل وإن قد أصبه الصمم، أننا هنا، لما خائفون؟ لما ترتعدون؟
أوليس الذي أزاح هذا العمر من الطغيان والظلم بقادر أن يعيد لكم حقوقكم مرة أخرى؟
فقط لو كان الناس لبوا النداء ماكانت براثن الأسد تنهشنا.
لقد تعلمنا بعد هذه الثورة أن الأسود أليفة أصلًا وما أفترست إلا لخوف ربض في قلوب الكائنات.
 ربما أتألم كثيرًا لضياع الحلم طالما تشبثت به، وربما بادرت من جهتي في ضياعه، ولكنه سيظل أكثر ما أفتخر بالإنتماء إليه والإيمان به، وسيظل ميدان التحرير المكان الذي يهوى فيه قلبي شوقًا و ولهًا.
شكرًا ٢٥ يناير على الأمل والألم.

تعليقات

المشاركات الشائعة