البرادعي ... هقولها تاني !

نسير على نفس الخطوات ..
مازالت بوادر الفشل والرجوع إلى الخلف بارزة على طباع الشعب و العامة ..
مازالت حكومة الثورة مثلها كمثل من سبقها ..
لا يوجد عمل لا يوجد حد من نسب البطالة , لا يوجد شئ سوى المبادارات الأمنية ..

أكاديمية الشرطة التي كان يحاكم فيها مبارك جاهزة ليحاكم بها مرسي , مرسي خلف القضبان و مبارك على سرير المرض بالمستشفى العسكري , المشير طنطاوى لا نعلم له طريق , و البرادعي إلى النمسا و مازال شفيق بالعمرة .. والشجار اليوم بين كلا الرأيين من الذي يحكم السيسي أم عدلى وحكومة الببلاوى ؟ ..

ورجل دائمًا ما كان إسمه يتبع إلا بإهانة , دائمًا مخون .. دائمًا متهم , دائمًا فى دائرة الشبهات ..
إسمه البرادعي فقبل الثورة هو من سلم العراق , وهو من وقف أمام أمريكا ذد ضرب العراق ..
دائمًا ماطالب إسرائيل بالتخلي عن أسلحتها النووى خلال عملية توازن للمنطقة , وهى الدولة التي طالبت "بطرده" من الوكالة الذرية ..
كان يساند الملف النووى الإيراني حتى لا تنفرد إسرائيل في الشرق الأوسط ..
هذا الرجل الحائز على جوائز مهولة أهمها نوبل , والراجع إلى موطنه يحمل بوادر الثورة و التغيير , محفزًا للناس بأن  قطار التغيير قد غادر المحطة ..
إحد أهم المعارضين لنظامي مبارك و الإخوان المسلمين , وقف أمام كليهما ..
كان داخل الكدر الذي أذيع من خلاله بيان عزل مرسي .. إختارته المعارضة متحدثًا بإسمها .. رشحه شباب الثورة ليمثلهم في الحكم .
يجب أن لا ننسى له موقفه المخزى و المشين تجاه الدولة في مثل هذا الظرف الصعب ..
ولكن لما يتحرك البرجل مع الموقف 360 درجة , لماذا بنى الناس تخيلاتهم و آرائهم على أن هذا الرجل عميل لأمريكا و إسرائيل , و الجرائد الرسمية و الخاصة تكتب , ومصطفى حسين يرسم , و يوضع وجهه بجانب باراك أوباما , لمجرد تقدمه بالإستقالة ..

أعلم أنه ليس بهينٍ ما فعله , ولكن دعونا نحلل !
إستنتاجًا لما فعله .. د.البرادعي شخصية غير زعامية أو لا يصلح للقيادة , لأن القيادة و الزعامة دائما ماتحتاج قلوب أشد قوة و عزم , وهذا لايقلل من قدره كإنسان لديه أفكار و طموحات لمستقبل أفضل , كما هو رافض للحياة الفاسدة ولكن المشكلة أن ليس لديه البدائل , أو هو غير قادر على تنفيذها .. هو شخص ذو أفكار لها ثقلها وله نظرة كما إعتدنا أن تكون ثاقبة , وعقل نابغ و يتمتع بمثالية تجعله يميل إلى المدينة الفاضلة .. و التي هي بعيدة كل البعد عن بلادنا ولذلك هو فضل الرعودة إلى النمسا .
فهو كان يريد أن يحل أزمة إعتصام رابعة بحلول سياسية , و على حد قوله أنه قدم البدائل لحكومة و كانت تحظى بقبول كبير ..
ولكن الدولة متعطشة لإنهاء مهزلة رابعة , فمع فض رابعة بطريقة أمنية تكاد تكون غيّرت في طريقة فض اللإعتصامات لدى الداخلية 360 درجة , قدم هو إستقالته وعلى حد قوله " أنه لايستطيع تحمل الدماء التي سالت من كلا الطرفين" , نعم قد دمر الكثير و الكثير ..
الكثير من الآمال و الكثير مما يسمى "عشم" قد رحلوا هباءًا , لذلك هو لا يصلح إلا أن يكون مجرد رمز نقتدى به نأخذ من أفكاره كى نطبقها نحن .. ولكن هو لم يستطيع إثبات نفسه كرجل دولة .

ولكن من الإشمئزاز على صفحات التواصل إلى الإجتماعي , حينما يوضع خبر عنه أو كلمة قالها أو صورة له ترى التعليقات على هذا السياق : " خاين وعميل" - "أمال هو فين البرادعي مش هرب" - "البرادعي كلب أمريكا مش هرب" - "العميل الخاين" - عميل إسرائيل ,,, وهكذا ممكن أن تكون هذه هى وجهة نظرهم ولكن طريقة كتابتها تذكرك بلجان الإخوان الإليكترونية , تكتب بعمى !
ولكن كان من الواضح و المؤسف أن كل أو معظم التعليقات من شباب أو رجال مؤيدين للفريق السيسي و للنظام الحالي , ولكن هناك شتان بين كلا الموقفين , فلنقل سويًا أن البراداعي خائن وعميل مجند يعمل لمصالح أمريكا العليّا .. فلماذا اختاره المستشار عدلى منصور نائبًا له , ولماذا لم يقيله من منصبه قب أن يستقيل ؟ , فإذا كانت الإجابه :"إن هما ماكنوش عارفين" , إذا , فلماذا لم تتم توجيه تهم من الدولة لشخص البرادعي بتهمة الخيانة و العمالة ؟ هل يعنى ذلك بأن الرئيس منصور مؤيدًا لعمالة البرادعي ؟ , أفلا تتفكرون ؟!

البرادعي ليس خائنًا و لي بعبعًا , هو رجل يحترم ضميره أو يحترم عقله , أو بالأصح مثالى زيادة عن اللزوم ..
كنت من قبل أحترمه و آخذه قدوة لي , و اليوم مازال هو في نفس مرتبته عندي و عن الكثيرين , نحن لا نبرر و لا نقبل بالتبرير له أو لغيره .. ولكن حينما تجتمع الشوائب و الغيوم أما الموقف يجب أن يتوافر التوضيح !
مصطفى عادل
16 سبتمبر 2013

* قابل للنقاش !

تعليقات

المشاركات الشائعة