من باع القدس وبغداد لن يشتري دمشق !
يخرج الرئيس الأمريكي مرددًا بعبارات نشر الحرية و إرساء قواعد الديمقراطية , ويتهم بغداد بإمتلاك أسلحة نووية ودمار شامل , وينفى صدام وتنفى وكالة الطاقة الذرية , ولكن أمريكا أقرت بذلك فلا رجوع عن عملية عسكرية في بغداد تنشر الحرية و تثبت الديمقراطية على الأراضي العراقية , فإنتظرنا قليلًا لأن هناك تصريحات عربية بالتأكيد سوف يقفون متحدين لردع العملية العسكرية الأمريكية , ولكن إكتفت السعودية بأن تهدد أمريكا تهديدًا صريحًا بأن أى ضربة ستصيب الأراضي العراقية ....... لن تكون من قواعد أمريكا فى المملكة , وإكتفت الجامعة العربية بأن تكون ضد الغزو العراقي , وتحدث رؤساء المغرب العربي .... لا بل لم يتحدثوا ! .. دخلت أمريكا العراق تحت عنوان " حرب تحرير العراق أو عملية حرية العراق " طبعًا تلك الدولة دخلت بشأن الديمقراطية ..
أتذكر من سنتين تقريبًا فى المدرسة كنت أتحدث مع إحدى زملائي عن أمريكا و الدول العربية و هكذا أنا وهو نتحدث وآخر كان يسمع في صمت , فدار بنا الحديث حتى سألته سؤال "طب دلوقتى أمريكا إحتلت العراق ليه ؟" , فرد : "عشان تشيل الديكتاتور صدام وتنشر الديمقراطية في العراق وتهب للشعب العراقي حريته" , فثبت في الأرض كالمسمار مندهشًأ من تلك الإجابة "الخايبة", فقلت له مبتيمًا إبتسامة دهشة : "يعنى مبارك كان وحش كنا نطلب من أمريكا تيجي تضرب مصر وتعدم مبارك و تعذب الناس وتقتل فيهم عشان مبارك ديكتاتور ؟!!" حقيقة لم يرد ولكن ملامحه و إيماءاته تقول نعم !, وكمثال ظهر للناس على شاشات التلفاز كان في فيلم "ليلة سقوط بغداد" الفنان محمد الصاوي وهو يقول عن ضرب العراق : "والله هينضفونا" .. إذًا فالتطلع العربي للغرب وللولايات المتحدة جعل بعضنا يثق فى التصريحات و القرارات الأمريكية .. وأن أي خطوة تتحركها أمريكا تجاه الشرق الأوسط هى خطوة إيجابية هدفها إرساء العملية الديمقراطية و نشر الحرية,
أتذكر من سنتين تقريبًا فى المدرسة كنت أتحدث مع إحدى زملائي عن أمريكا و الدول العربية و هكذا أنا وهو نتحدث وآخر كان يسمع في صمت , فدار بنا الحديث حتى سألته سؤال "طب دلوقتى أمريكا إحتلت العراق ليه ؟" , فرد : "عشان تشيل الديكتاتور صدام وتنشر الديمقراطية في العراق وتهب للشعب العراقي حريته" , فثبت في الأرض كالمسمار مندهشًأ من تلك الإجابة "الخايبة", فقلت له مبتيمًا إبتسامة دهشة : "يعنى مبارك كان وحش كنا نطلب من أمريكا تيجي تضرب مصر وتعدم مبارك و تعذب الناس وتقتل فيهم عشان مبارك ديكتاتور ؟!!" حقيقة لم يرد ولكن ملامحه و إيماءاته تقول نعم !, وكمثال ظهر للناس على شاشات التلفاز كان في فيلم "ليلة سقوط بغداد" الفنان محمد الصاوي وهو يقول عن ضرب العراق : "والله هينضفونا" .. إذًا فالتطلع العربي للغرب وللولايات المتحدة جعل بعضنا يثق فى التصريحات و القرارات الأمريكية .. وأن أي خطوة تتحركها أمريكا تجاه الشرق الأوسط هى خطوة إيجابية هدفها إرساء العملية الديمقراطية و نشر الحرية,
فقامت أمريكا بشن ضربتها القاسمة على العراق وسط تهاون عربي وتخاذل ينزع ورقة التوت عن حكام العرب كلهم , موقف لا يتخذه إلا خائن أو عميل يلهث على الكرسي و يخشى الدولة الواصية على الكراسي العربية ! , حكام دائمًا ما زيفوا الحقائق وإستغفلوا فقر شعوبهم , حكام باعوا عذرية بلادهم من أجل الثروة , إستغلوا عطش العم سام للفتايات الحسناوات كي يبقوا معمرين على كرسي الحكم ..
وضربت العراق , ونهبت ثرواتها فسرق النفط والبترول و أستعارت أطنان من سبائك الذهب دون مردة , والأدهى والأمر يعدم الرئيس العربي -أيًا كان نظام حكمه و أيًأ كانت حكومته وسياسته- على أيدى ملثمين كأضحية وقفة عيد الأضحى عام 2006 , فإجتمعت الجامعة العربية في قمتها الطارئة ليتخذوا موقفا من إعدام صدام حسين شنقًا , وبالكاد لم يكن لأحج من بغال الحكم في الدول العربية رأيًا ملموسًأ بقدر الرئيس السابق للجاهيرية الليبية "معمر القذافي" الذي أدان وبقوة قتل أبو عدي ليلة العيد قائلًا لحكام النكبة العربية : "نحن لا نتجمع وماتجمعنا إلى القاعة هذه" ومابهم إلا يضحكون , فقال لهم :"كيف يقتل رئيس عربي عضو في الجامعة العربية ونحن هنا نضحك" ثم عقب بكلمته الشهيرة : "بكره يجي عليكم الدور كلكم" , وحدث .
اليوم يخرج الرئيس الأمريكي مرددًا بعبارات نشر الحرية و إرساء قواعد الديمقراطية , ويتهم دمشق بإمتلاك أسلحة و أطنان من الغازات الكيماوية , وينفي بشار تنفي حكومته , وتؤكد أمريكا وفرنسا على إمتلاكها معلومات وتقارير تفيد بأن الجيش العربي السوري يملك أسلحة كيماوية , وبما أن أمريكا أقرت بذلك فبالكاد لا رجوع عن عملية عسكرية في سوريا كعقوبة لنظام الأسد لإستخدام تلك الغازات , والجدير والجدير جداً بالذكر بأن الحرب الناشبة اليوم في سوريا وتكوين جماعة الإخوان المسلمين في سوريا لم سموه بالجيش السوري الحر مكونين معارضة مسلحة , تحارب جيش الدولة وتسقط جنوده وتهدم مراكزه ومؤسساته وتقتل قادته (مهما كانت توجهاتهم وسياستهم) , ماهو إلا إرهاب مدعوم بالسلاح و الذخيرة و المؤن من القيادة التركية والولايات المتحدة , حيث خرج إلينا رجب أردوغان متحدثًأ عن النظام السوري المتوحش الذي يقتل الرجال ويشر النساء والأطفال ,ماهو إلا نظام قمعى ويجب أن يرحل عن البلاد السورية , وأنه سوف يدعم الجيش الحر بكل ما أتى من قوة كما أن بلاده سوف تشارك الولايات المتحدة في ضربتها على سورية عقابًا للأسد وأفعاله .
وطبعًا سنتخيل أنا وإياكم الموقف العربي الحاسم الذي سيشجب أى تدخل أجنبي في الأراضي العربية , ولكن السعودية والأردن المملكتان العربيتان اللواتي تدعمان الجيش المصرى العظيم "حماه الله" في حربه ضد الإرهاب و التطرف يقفان بجانب العدو الغاشم أمام الدولة العربية الشقيقة .. فأى عقل يزن هذا وبأى مبدأ نحكم نحن ؟! ...
فإذا وضحنا الصورة ..
الولايات المتحدة وتركيا تدعمان الإخوان المسلمين(الإرهاب) فى مصر وسوريا .
سوريا والصين دولتان مناهضتان للإرهاب في مصر وسوريا .
المملكتان العربية السعودية والأردنية الهاشمية تدعمان محاربة الإرهاب في مصر , وتؤيدانه في سوريا .
قطر هي المحرك الأول و الأساسي للإرهاب في مصر وسوريا .
إيران تؤيد نظام الأسد وتشجب محاربة الإرهاب في مصر .
فالسؤال هنا : ميـــن اللى أكل الجبنة ؟
وأما بالنسبة للموقف العربي العام , فأنا غير مندهش منه بالمرة , حكام باعوا نفسهم لأمريكا وشعوب إستكانت تحت لواء السيادة الأمريكية , ورئيس منافق أشبه بالثعلب القائم بدور العظة (أردوغان) , وإخوان يدعون الإسلام وماهم ببنى آدم بل هم سرطان يجب علينا إستئصاله قبل أن ينتشر في جسد الأمة , ودول هي أعداء العرب و العروبة وهم أسباب نكستها ونكبتها (بريطانيا وفرنسا) كلهم اليوم يدًا واحدة للقضاء على ثاني أكبر جيش عربي و ثاني أهم دولة عربية .
مصطفى عادل , 02/09/2013
تعليقات
إرسال تعليق