الراجل السيسي بسلامته !

بعد قرابة الدخول فى السنة منذ 30 يونيو , لكى نتمم مدة المأساه إلى 33 عامًا , 30 لحسني مبارك و سنة لمجسه العسكري و مثلها لنظام اليمين المتطرف , إلى أخرى لنظام لا أحد يعلم بالتحديد من يقوده , رسميًا المستشار عدلى منصور , ولكن البعض يخاف أن يتفوه بأن أناس أخر مثل السيسي هم من يحكمون الدولة .

الإختلاف على أنها ثورة أم إنقلاب لا أظنه يفيد , كما أيضًا الإختلاف على أيهما تعتبر ثورة يناير أم يونيو هذا أيضًا من سفاهة الأوضاع , ربما قامت يناير من خلف حاجز خوف رهيب أخذ نظام مبارك يصنعه طوال الثلاثين سنة من خلال جهاز أم الدولة و تعزيز القوات الأمنية , و الإضمحلال التعليمي و الثقافي , وبعد يناير إنتهت فكرة الحاكم الخالد المعمّر , ولكن بالتأكيد لم تحكم يناير لكي نعاقبها على الفترة التى تلتها , فمن كان يحكم أناس قد عيّنهم مبارك في مناصبهم ..

وقامت يونيو على قوم ظنوا بأن الله لم يبعث بغيرهم , و أن أى شئ من دونهم فان , ولكن كانت كلمة اتلشعب هي العليا .
جميل هذا الشعب , يستمر فى صمته طويلًا , ويظهر للملوك عجزه ولكن إذ إشتعلت نيرانه , لاتقدر مطافئ هونج كونج كلها على أن تطفئها , ربما الذي يجعل هذا الشعب جميلًأ صبره وجلده , ولكن حينما يتحول كلا الطبعين العظيمين إلى سذاجة وتطنيش حينها تكون المشكلة .

أيها الشعب الكريم , كنتم و أنا فى عهد نظام الإخوان البائد , نثور و نغضب و نستشيط غيظًا حينما "يقطع النور" لمدة دقائق , كنّا نتابع على قنوات التلفزيون وفى برامج التوك شو الفيديوهات التى تشمل كل صغيرة و كبيرة قد تدين الإخوان , كنّا نحاربهم على أصغر الأخطاء , كانوا مجرد مايتفوهون بلفظ لم يشبع رغباتنا الثورية و طموحاتنا فى الدولة , كانت تقوم بنا القيامة , ولا أظن أن أحدًا ممن خاصم الإخوان فى فترة حكمهم من الممكن أن ينكر تلك الحقائق .

فلماذا واليوم يحدث معنا كل ماحدث من قبل فى زمن الإخوان نصمت ونتغاضى ؟ , أيُنكِر أحد أن التيار الكهربي لا ينقطع اليوم من بيته؟ , أينكر الدم ؟ , أيُنكر الإهمال ؟ أينكر الكذب و التضليل و الإستخفاف ؟.

ربما سيجواب أحد ممن برعوا فن التبرير , أنها سنة إنتقالية و إنهم أول سنة ! , أولم يكن الإخوان فى أول سنة حكم ؟ , و إن كانت سنة إنتقالية فمن الغشيم الذي أقنعكم بأن الفترات الإنتقالية يجب أن تُهمَل , أى فترة إنتقالية إن لم يستغلها القائمين عليها فى توعية الشعب و إطلاعه على أبسط حقوقه , لا تكن فترة إنتقالية ! إن لم يعرفوه كيف يختار رئيسه و نوابه فى البرلمان , لا تكن فترة إنتقالية , ولكن تكن فترة إعداد و تهيئة للشعب لكيفية صنع الفرعون القادم !

كلا النظامين القمعيين كانا لهما ستار يخفيان خلفه وجههما الحقيقي , أحدهم الإسلام و الآخر الوطن , كان زبانية الإخوان فى عهدهم كلما يعلو صوت عليهم , يقولون نحن ندافع عن الإسلام , و اليوم إذا علا صوت فوق صوت المشير يخرج لنا الأتباع بأنه المسكين يحارب الإرهاب , وقد ثرنا نحن ضد الإخوان , فلماذا لا نثور على من مشى على نفس نهجهم , فهل الوطن أعظم أم الدين ؟ وهل الدين أعظم أم الوطن ؟

أتفق بأن الإخوان منظمة إرهابية ولذلك نحن ثُرنا عليهم , ولكن مايفعله الإعلام المصري حاليًا أليس إرهاب ؟ , نفس الغشيم السابق هو الذي إستطع إقناعكم بأن الإرهاي هو كل من يحمل سلاح , و لكن الإرهابي هو كل من يحمل فكرة تعادي الإنسانية ! , فلماذا لا يتم القبض على بعض من إعلاميينا المحترمين بتهمة الإرهاب و الترويع وبث الزعر ؟ .

نحن لايوجد رئيس بحجم أحلامنا ! وأيضًا لا يوجد أحد نرهن وجوده بمستقبل الوطن , فربما يميته الله غدًا و يميت معه ذكراه , ويميت معه فريق الخداع الذي لم يفيد من سبقه لكى ينتفع هو به ! 

يسألوني كثيرًا لماذا أكره السيسي ؟ فهو لم يؤذيني , ولكن هل مبارك أذاني ؟ وهل قام مرسي ؟ , المبدأ هو كيف تحافظ على هوية الدولة و تحترم شعبها , وتقلص الكبر و الغرور من داخلك , الكرباج والنبوت أدوات قمعية , نعم تؤلم , ولكن أبدًا لا تُكتِم!
ربما إذا قطع طريق السهوكة الذي يسير عليه من الممكن أن أهضمه , وربما إذا إعترف بأن الشعب هو صاحب الثورة و هو لم يفعل سوى واجبه من الممكن أن أحترمه , و إذا خرج و تبرأ من كل من يعادون منافسيه ومعارضيه فحيمها سأؤيده ومن صميم قلبي , ولكنه لم يفعل !

ولكن كيف تتعالى على أسيادك فهو السيسي الذي أنقذنا من الإخوان , هو منقذ مصر , إنت بتكره الجيش خلاص إبقى إنزل إحمى إنت الحدود ياحيلتها , السيسي هو مصر أو السيسي هو الجيش , كل تلك الكلمات تسمعها يوميًا من مواطنين شرفاء , أحبوا مصر و أحبوا السيسي , وكما نعرف جميعًا "الحب أعمى" !
ولكن إذا أتينا بمثال ليس ببعيد , فمنذ 40 سنة , إنتصر الجيش المصري على الإسرائيلى فى حرب 6 أكتوبر 1973م , وكان يقود الحرب و الدولة وقتها الراحل أنور السادات , فإنتصر الجيش و فرح الشعب بعد نكسة 1967م , وخلد التاريخ إسم أنور السادات بأحرف من ذهب , ولكن لم يمنع هذا الإنتصار العظيم الشعب المصري بأن يثور على النظام الساداتي 1977م يوم 18 يناير فى موجه ثورية سميت بإنتفاضة الخبز , بعد أن قامت الحكومة برفع أسعار بعض السلع الغذائية ورفع الدعم عنها .

فهل يثور الشعب المصري حينما يغلو الغذاء , ولا يثور حينما ترخص الدماء ؟

تعليقات

المشاركات الشائعة